منازل الآخرة
حيث أن سفر الآخرة بعيد ومهول وفي طريقه منازل (محطات) صعبه وعقاب شديدة وأماكن وعرة فهو بحاجة إلى زاد كثير وهو أمر يجب أن لا يغفل الإنسان عنه لحظة واحدة، وأن يبقى يفكر به ليل نهار، كما روي أن أمير المؤمنين (ع) كان يرفع صوته الحنون في كل ليلة عندما يأوى الناس إلى فرشهم بحيث يسمع صوته (ع) جميع أهل المسجد وجيرانه وهو يقول: "تجهزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل واقلوا العرجه على الدنيا وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزاد، فأن أمامكم عقبة كؤوداً ومنازل مخوفة مهولة لا بد من الورود عليها والوقوف عندها".
المنزل الأول
أ- العقبة الأولى: سكرات الموت وشدة نزع الروح ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد). من جملة ما يهون سكرات الموت:
1- صلة الرحم وبر الوالدين: روي الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: من أحب أن يخفف الله عز وجل عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولاً وبوالديه باراً فإن كان كذلك هون الله عليه سكرات الموت ولم يصبه في حياته فقر أبداً.
2- من كسا أخاه: وروي عن الأمام الصادق(ع) من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقاً على الله أن يكسوه من ثياب الجنة وأن يهون عليه سكرات الموت وأن يوسع عليه في قبره وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى.
3- ومن الأمور الأخرى لتعجيل راحة المحتضر أن يقرأ عنده سورتي يس والصافات.
4- قراءة دعاء: ( لا اله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأراضين السبع وما فيهن وما بينهن وما تحتهن ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطيبين).
5- دعاء يقرأ كل يوم عشراً:
أعددت لكل هول لا إله إلا الله ولكل هم وغم ما شاء الله ولكل نعمه الحمد لله ولكل رجاء الشكر لله ولكل أعجوبة سبحان الله ولكل ذنب أستغفر الله ولكل معصية إنا لله وإنا إليه راجعون ولكل ضيق حسبي الله ولكل قضاء وقدر توكلت على الله ولكل طاعة ومعصية لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ب- العقبة الثانية- العديلة عند الموت:
ورد في الأدعية المؤثورة " اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت" ومعنى العديله عند الموت هو العدول إلى الباطل عن الحق وهو بأن يحضر الشيطان عند المحتضر ويوسوس في صدره ويجعله يشك في دينه ليخرجه من الإيمان ولهذا ورد في الأدعية الأتعاذة من العديلة، ومن الأمور النافعة لذلك:
1- قراءة دعاء العديلة واستحضار معناه في الخاطر نافع للأمان من خطر العديلة عند الموت.
2- دعاء عن الأمام الصادق(ع):
قال: قل بعد كل فريضة ليستقر الإيمان في قلبك:"رضيت بالله تعالى رباً وبمحمد صلى الله عليه وآله نبياً وبالإسلام ديناً وبالقرآن كتاباً وبالكعبة قبلة وبعلي ولياً وإماماً وبالحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة بن الحسن صلوات الله عليهم أئمة اللهم إني رضيت بهم أئمة فارضني لهم إنك على كل شيء قدير".
3- ومن الأمور النافعة لهذه العقبة المواظبة على أوقات الصلاة الواجبة.
4- قراءة الدعاء الحادي عشر من الصحيفة الكاملة (السجادية) يا من ذكره شرف الذاكرين...إلخ وقد ورد ذكره.
5- وقراءة دعاء التمجيد.
6- المواظبة على هذا الذكر الشريف: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
7- المواظبة على تسبيح الزهراء عليها السلام.
8- أن يقرأ بعد صلاة الصبح وصلاة المغرب سبعاً: بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
المنزل الثاني: القبر
وهي عقبة صعبة جداً تذكرها يضيق الدنيا على الإنسان.
قال أمي المؤمنين عليه السلام:
يا عباد الله ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشد من الموت ... القبر. فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته ... إن القبر يقول كل يوم: أنا بيت الغربة أنا بيت الوحشة أنا بيت الدود. القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار إلى أن قال:
وأن المعيشة الضنك التي حذر الله منها عدوه عذاب القبر إنه يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعين تنيناً فينهشن لحمه ويكسرن عظمه يترددن عليه كذلك إلى يوم يبعث لو أن تنيناً منها نفخ في الأرض لم تنبت زرعاً...
يا عباد الله إن أنفسكم الضعيفة وأجسادكم الناعمة الرقيقة التي يكفيها اليسير تضعف عند هذا.
وعن الإمام الصادق (ع):
اللهم بارك لي في الموت اللهم أعني على سكرات الموت ... اللهم أعني على غم القبر... اللهم أعني على ضيق القبر... اللهم أعني على ظلمة القبر... اللهم أعني على وحشة القبر... اللهم زوجني من الحور العين.
أ- ومن الأمور النافعة لوحشة القبر:
1- روي عن الإمام الباقر (ع): من أتم ركوعه لم تدخله وحشة القبر.
2- وأيضاً من قال في كل يوم مائة مرة (لا إله إلا الملك الحق المبين) كان له أمان من الفقر ومن وحشة القبر واستجلب الغنى وفتحت له أبواب الجنة كما ورد في الخبر.
3- وأيضاً أن يقرأ سورة ( يس) قبل أن ينام.
4- وأن يصلى صلاة ليلة الرغائب من أعمال شهر رجب.
ب- ما ينجي من ضغطة القبر وعذابه:
1- قراءة سورة ( النساء) كل جمعة. روي عن أمير المؤمنين(ع): من قرأ سورة النساء في كل جمعة أمن من ضغطة القبر، وإدمان قراءة الزخرف. روي عن الإمام الباقر (ع) أن من أدمن قراءة حم الزخرف أمنه الله في قبره من هوام الأرض وضغطة القبر...، وقراءة "نون والقلم" في الصلاة. روي عن الإمام الصادق (ع) من قرأ سورة ن والقلم في فريضة أو نافلة آمنه الله عز وجل من أن يصيبه فقر أبداً وأعاذه الله إذا مات من ضغطة القبر.
2- صلاة الليل- روي عن الإمام الرضا(ع): عليكم بصلاة الليل فما من عبد يقوم آخر الليل فيصلي ثماني ركعات وركعتي الشفع وركعة الوتر واستغفر الله في قنوته سبعين مرة إلا أجير من عذاب القبر ومن عذاب النار ومد له في عمره ووسع عليه في معيشته.
3- قراءة ( التكاثر) عند النوم. روي عن النبي (صل): من قرأ ألهاكم التكاثر عند النوم وقي فتنة القبر(عذاب القبر).
4- قراءة هذا الدعاء عشر مرات يومياً وهو: أعددت لكل هول لا إله إلا الله....إلخ وقد تقدم في سكرات الموت.
5- الجريدتان: من الأمور النافعة في رفع العذاب وضع جريدتين أو عودين طريين مع الميت وروي أنه يرفع العذاب عن الميت ما داما طريين، ومن النافع أيضاً رش الماء على القبر حيث ورد أنه يرفع عذاب القبر بذلك ما دام تراب القبر رطباً.
6- سورة تبارك (الملك) – من الأمور التي تنجي من عذاب القبر قراءة سورة الملك على قبر المميت.
7- دعاء عند الدفن: نقل عن دعوات الراوندي أن رسول الله (ص) قال: " ما من أحد يقول عند قبر ميت إذا دفن ثلاث مرات اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد أن لا تعذب هذا الميت " إلا رفع الله عنه العذاب إلى يوم ينفخ في الصور.
8- ركعتان ليلة الجمعة: روي الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد عن رسول الله (ص): " من صلى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب وإذا زلزلت الأرض زلزالها خمس عشرة مرة أمنه الله من عذاب القبر ومن أهوال يوم القيامة".
الجمعة يوليو 04, 2008 1:40 am
